دكتور عبد الملك النعبم استاذ وأكاديمي ومحلل سياسى
صباح الخيرات أخوتي وأحبتي..
قبل المغيب..الثلاثاء 25 يناير 2022م عبدالملك النعيم أحمد ...
،،،،،،، ،،،،، ،،،،،،
مبادرة السيادة الوطنية ..
،،،، ،،،،، ،،،،،،،
@ الظروف التي يعيش فيها السودان الآن تدعو إلي القلق بأكثر من أي وقت مضي،ان تكون البلاد بلا حكومة ولا مؤسسات وهياكل ضرورية للحكم الإنتقالي لأكثر من ثلاث شهور لهو أمر يثير الدهشة والقلق علي حد السواء،أن تتجاوز مؤسسات الحكم بشقيها العسكري والمدني قبل قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي الوثيقة الدستورية ولا تكمل هياكل الفترة الإنتقالية بعد مرور عامين ونصف علي الحكم لهو أمر يثير القلق والشفقة علي بلد تجاوز عمر إستقلالها الأربع وستين عاما،حتي المجلس التشريعي الذي يقنن كل التشريعات والقوانين للحكم الإنتقالي والذي يجب أن يتم تشكيله بعد ثلاث أشهر فقط من تشكيل الحكومة لم يتم حتي الآن وأستمرأ القائمون علي إدارة الدولة من العسكريين والمدنيين موضوع مجلس الشراكة بين السيادي ومجلس الوزراء ليكون هو المشرع فلا أدري من أين أتوا بهذه البدعة لأن تستمر بعد مرور الثلاث شهور المنصوص عليها؟؟ولكنها شهوة الحكم ونزوة السلطة التي يصعب علي من تذوق طعمها الفكاك منها..في ذهني المثل الشعبي لأهلنا في دارفور والذي يعبر تعبيرا دقيقا عن سحر الحكم والسلطة الذي قد يجعل الإنسان ينسي ليس نفسه فحسب بل وطنه كما يحدث الآن..يقول المثل:حكم (بضم الحاء والكاف) لي ساق ولا مال لي خناق...بمعني ان السلطة وان قلت أفضل من المال وإن كثر ووصل الرقبة(خناق)..إذ أنه عن طريق الحكم والسلطة يمكن أن تحقق كل شي حتي المال...للأسف المتابع للشأن السوداني الآن لا يري ابدا أي ذكري للوطن أو المواطن بل فقط التصارع من أجل كراسي الحكم والثروة حتي إن كان ذلك علي جسد الوطن والمواطن في آن واحد...
@منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام الإنقاذ، ظل الصراع محتدما بين عدة أطراف وجميعها في الحكم،صراع بين المدنيين والعسكريين،وصراع بين المدنيين انفسهم داخل قوي الحرية والتغيير وأحزابها التي مثلت الحاضنة السياسية للحكومة المدنية بعد أن سرقت الثورة من الشباب ولفظوها بعد ذلك بالشعارات التي رفعوها في مسيراتهم المليونية(بي كم بي كم بي كم ..قحاتة باعوا الدم)..وصراع ثالث بين أحزاب الحرية والتغيير وبين الأحزاب التي شاركت في حكم الإنقاذ بموجب مقررات الحوار الوطني بينها وبين حزب المؤتمر الوطني في ذلك الوقت...وجاء صراع آخر بعد ماعرف بلقاء قاعة الصداقة وميثاق الوفاق الوطني،الصراع هذه المرة بين أحزاب قوي الحرية والتغيير وبين الحركات المسلحة الموقعة علي اتفاق جوبا والتي هي في الأصل جزء من قوي الحرية والتغيير تحت مسمي الجبهة الثورية...
@بعد قرارات الفريق أول البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر والتي أسماها هو تصحيحية وأسمتها قوي الحرية والتغيير والثوار بالإنقلاب، بعد تبدلت مراكز القوي وأختلت حركة الحاضنة السياسية، وللأسف لم يف الفريق أول البرهان بوعده بتشكيل الحكومة خلال شهر نوفمبر،وجاء بالدكتور حمدوك مرة أخري لرئاسة الحكومة دون وجود حكومة وواضح أنه جاء بإعلان سياسي غير ملزم غير أنه وقعه بكامل إرادته بدليل أنه إستقال قبل أن يشكل حكومته رغم إتخاذه لعدد من القرارات ألغي بموجبها قرارات الفريق اول البرهان بتعيين وكلاء وزارات،ومن المفارقات التي تشير إلي(الجوطة) التي تعيش فيها البلاد هو صدور قرارات جديدة بإعفاء وتعيين وكلاء وزارات جدد وتسميتهم بوزراء مكلفين في حكومة تصريف أعمال إنتقالية وسط رفض شعبي كبير...
@تلك هي صورة مختصرة دون إخلال للمشهد السياسي في السودان خلال الفترة الإنتقالية التي حتي الآن لم تكتمل هياكل حكمها حتي تنتهي بالإنتخابات، لا يوجد حتي الآن مجلس أعلي للقضاء،ولا مجلس أعلي للنيابة،ولا مفوضية إنتخابات،ولا مفوضية مكافحة الفساد،ولا محكمة دستورية ولا حتي لجنة إيدستئناف لمن ظلمتهم لجنة إزالة التمكين...كل ذلك منصوص عليه في الوثيقة الدستورية ولم ينفذ منه شي..فمن المسؤول عن هذه الخروقات؟بالطبع حكومة السنتين ونصف الماضية والحكومة المكلفة حاليا بشقيها عسكري ومدني هما الجهات المسؤولة ويجب محاسبتهما دع عنك نتائج لجنة التحقيق في فض الإعتصام والقصاص..وجاءت عليه احداث البلاد الأخيرة وإغتيال عشرات الشباب دون تحديد المسؤولية..
@ في ظل هذا الوضع المأساوي التي تعيشه البلاد وحالة الفوضي واللا أمن ولا حكومة وجدت القوي الأجنبية ضالتها للتدخل في الشأن السوداني وأصبح السفراء الأجانب يدخلون أي بيت ودار ويحشرون أنوفهم في كل ما هو شأن داخلي وينذرون الحكومة بل ويهددونها بأن تفعل هذا ولا تفعل ذلك وسط صمت كامل لوزارة الخارجية من لدن الوزيرة أسماء،قمر الدين،مريم والي يومنا هذا...الشيء الذي يجعل السفير الألماني يذهب لمدينة ود مدني ليتقصي عن حالة تلميذ تم فصله من المدرسة لأسباب تمس العقيدة..أي هوان وتراخي وتفريط في سيادتنا الوطنية كالذي يحدث الآن؟؟؟؟
@ لقد وجد مندوب الأمم المتحدة فولكلر الجو مهيئا ليأتي بمبادرة لجمع الصدف السوداني حسب رؤيته بفهم أصحاب المصلحة،دون التفاصيل المعلومة فإنه للأسف جهات كثيرة يعجبها التدخل في شؤون البلاد ولا تري في ذلك عيب طالما من بينها من يحملون جوازات تلك الدول،وحتي بعض القوي التي يفترض أنها وطنية لم تنتبه لخطورة تلك المبادرة الأممية التي لم ولن تكن مصلحة السودان هي من أولوياتها..هل نجحت الأمم المتحدة والدول الغربية في تحقيق السلام في العراق؟ليبيا؟أفغانستان؟اليمن؟سوريا؟ أو أي دولة في العالم حتي تسلمها السودان بمكوناته الإثنية والثقافية والإجتماعية والسياسية المعروفة؟أين عقلاء السودان؟أين أصحاب الفكر والخبرة والتجربة؟أين من يعلون راية الوطن علي راية الأحزاب التي أقعدت بالسودان وأرجعته القهقري؟؟
@ الآن طرحت مجموعة من السودانين مبادرة للسيادة الوطنية وتحقيقها علي أرض الواقع،مبادرة كما قال قادتها في مؤتمرهم الصحفي السبت الماضي، هي مبادرة بعيدة عن الحزبية والجهوية والعنصرية، مبادرة من أجل الوطن أمنه وسيادته رافضة لما جاء به فولكلر....مبادرة لجمع الصف الوطني في منطقة وسطي لإكمال الفترة الإنتقالية وإيقاف نزيف دم الشباب ووقف التدخل الخارجي والمحافظة علي السيادة والوطنية وبعدها فلتتنافس الأحزاب علي إدارة حكم البلاد عبر صناديق الإنتخابات...المبادرة مفتوحة لكل أبناء السودان من أجل الوطن..ولكل حزبه وإنتمائه،لكنها مبادرة لرفع راية الوطن أولا...فإذا فقدت القوي المتصارعة الوطن فساعتئذ لن تجد ما تتنافس أو تتصارع عليه..فهل تستبين القوي السياسية الضحي قبل الغد؟؟؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق