سيرة ذاتية مختلفة عن الدكتورة مريم الصادق المهدي
اسرار تكشفها لاول مرة !
فى بوح استثنائى اختصت به الاهرام اليوم
د. مريم الصادق المهدى :
ما الغريب ان اشييد قصرا وجدى كان عنده طيارة .؟!
خطيبى لم يكن يعرف اننى بنت الصادق المهدى ! وتزوجته عن حب !
دخلت السياسة عن طريق العمل المسلح وقمت بقيادة السيارة من ارتريا الى ام درمان .!
لسنا زاهدين فى السلطة وحزبنا يسعى للسلطة بحقه !
اختارتنى الخارجية الامريكية ضمن الذين يتوقع لهم مستقبل .
الرائد طبيب مريم الصادق المهدى –شخصية غنية عن التعريف –فهى سليلة اسرة سياسية حتى النخاع – انتقلت اليها عدوى السياسة رغم مقاومتها لها بدراسة الطب وممارسته لفترة وجيزة – فسرعان ماانتزعتها السياسة وقذفت بها الى اتونها المتغلبة وايقظت المارد السياسى الكامن فى اعماقها منذ نعومة اظافرها –وانخرطت فى اللعبة السياسية بكل متعة ومهنية وحنكة وعرفت خبايا واسرار اللعبة من اجترار ذكريات طفولتها ونشاتها فى بيت لا يتحدث غير السياسة –لذا امتهنت السياسة بكل شراسة ودراية واصبحت من القيادات البارزة فى حزب الامة القومى العريق وربما يقودها طموحها الى خلافة والدها –التقتها الاهرام اليوم فى حوار غير تقليدى حاولت فيه النائ عن السياسة وسمحت لنا بتصفح بعضا من اوراق حياتها الخاصة
حوار : سعاد عبد الله
قبل البدء في الحوار اعتذرت عن التاخير قليلا عن موعدنالان لديها عمال فى المنزل .قلت لها تقصدين القصر الذى تقومين بتشييده ؟ ردت ضاحكة هذا ما اثارته الصحف ان مريم تبنى قصرا وطبعا ده كلام غير صحيح لان بناء القصور لن يكون سرا .وفقط ما نقوم به هو تشييد جزء صغير داخل منزل اسرة زوجى .واردفت لاادرى ما الشىء الغريب فى الامر ان يكون لدى منزل فكل زملائى واقاربى لديهم
منازل . شنو يعنى يكون عندى منزل وانا جدى كان عنده طيارة !
س- من هى مريم الصادق التى ذاع صيتها ؟؟
ج- هى مواطنة سودانية وام لست اطفال وامراة عاملة .
س-من هو زوجك ؟ ولماذا ظل بعيدا عن الاضواء ؟ وانتى تتربعين على قمة الشهرة ؟
ج- زوجى هو د. عادل شريف احمد خاطر ويعمل مساعد لبعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالسودان , خريج جامعة جوبا وهو من المخلصين جدا للجامعة وللعلاقة مع دولة جنوب السودان وهو انسان سياسى مسؤل لكنه غير منتمى لاى حزب سياسى . الان اختير لمجلس ادارة جامعة بحرى كامتداد لجامعة جوبا .
س- كيف تم التعارف بينكما ؟ و هل تم الزواج عن حب ام كان زواجا تقليديا عن طريق الاسرة ؟
.ج- مؤكدا ان زواجى من عادل كان عن حب .وعموما الزواج بالنسبة لى لم يكن مسالة محورية رغم ان عاداتنا السودانية ترى انه ليس للمراة قيمة الا بعد ان تتزوج ! وانا من حولى سيدات معجبة بهن جدا وهن غير متزوجات منهن اختى الكبيرة وامى نمرة 3 وهى رشيدة محمد عبد الكريم اول واخر وزيرة فى عهد ديمقراطى وايضا الاستاذة الرقم سارة نقد الله .وبوضوح لا افتكر ان الزواج ضرورى بالعكس فى تصورى العام افتكر ان الزواج يعيق فى تقدم المراة ويحد من تطوير طموحها ,-وانا تمت خطوبتى فى فترة الديمقراطية الثالثة ولكن لحظة قيام انقلاب الانقاذ اعلنت عدم موافقتى على اتمام الزواج ! وذلك لانه اصبح لدى مهمة استرجاع وتحرير الوطن وبالتالى اصبح لدى موقف ضد الزواج لاعتقادى انه سيكون عائقا ضد العمل الفدائى والمتفرغ .
س—اذن كيف تجاوزتى هذا القرار هل ساهم الحب فى ذلك ؟
ج- انا عندما التقييت زوجى عادل لم نكن زملاء دراسة ولم نكن نشتغل فى مكان واحد ولم يكن من اولاد الجيران ولا اولاد الاهل . وتعرفت على عادل بالصدفة وذلك فى العام و1992وكنت حينها طبيبة امتياز وكان الدكتور الذى اقدره طارق اسماعيل حميدة اعترته وعكة صحية ويحتاج لعلاج يصعب توفره انذاك كما كانت صديقتىا المهندسة نجوى عباس قدح الدم تبحث لعلاج لوالدتها المريضة . وحينها ساعدتنى صديقتى منذ الطفولة نجلاء الرفاعى فى الحصول على الادوية عن طريق عادل وصديقه كابتن وداعة محمد نور وقالت لى الزول ده تقصد زوجها عادل ساكن وبشتغل هنا لو احتجتوا لاى دواء هم بجتهدوا فى توفيره لكما والشاهد اننى ذهبت له فى مكتبه برفقة زميل وكنت لا اعرفه واعطانا الدواء ومن هنا بدات المعرفة والاهتمامات المشتركة ولفت نظرى انه كان انسان خدوم وانسانى ومحترم وشخص مميز . بعدها الامور بيننا اخذت منحنى اخر واخذ الحبيب الوالد الامام زمن فى التحرى عنه لانه كان خارج السياقات بتاعتنا . والطريف فى الامر ان عادل عرفنى كطبيبة ولم يكن يعرف طيلة فترة علاقتنا وتعارفنا اننى بنت الصادق المهدى وحتى عندما دخل منزلنا لاول مرة لم يكن يعلم ان هذا منزل الصادق المهدى وطبعا هذه كانت من اجمل الاشياء فى علاقتنا لانه عرفنى كزميلة فقط .وبعد معرفته لم يغير ذلك فى علاقتنا .بعد ذلك تم عقد القران فى سبتمبر 1995وتم الزواج فى قبراير 96 وولدت طفلتى الاولى فى ديسمبر 96 ومكثت مع زوجى سنة فقط وبعدها خرجت فى الهجرة لمدة ثلاث سنوات قضيتها خارج السودان .وقد وجدت من زوجى كل الدعم والسند والصبر والمساندة وهذه نعمة كبيرة احمد الله عليها ان عرفنى بزوجى عادل ولا يمكن ان تكون فى علاقة الزواج هذه المعانى المذكورة من مودة ورحمة ما لم يكن هنالك احترام متبادل ومودة وهذا هو تعريف الحب . واضافت كما ذكرت لك زوجى بعيد عن الاضواء لكنه موجود فى مركز الفعل الانسانى كان عضو نشط فى العمل الانسانى منذ ان كان طالب والان تم تكريمه مرتين فى مجال عمله فى السلجنة الدولية للصليب الاحمر وذلك بتوطيد القانون الدولى الانسانى فى السودان ولم تكرمه الحكومة السودانية لانها لا تكرم الا الذين ينتمون لها رغم ان عادل يجد كل التقدير والاحترام من جميع القطاعات التى يتعاون معها فى القوات النظامية فى الشرطة والاستخبارات العسكرية وهو معروف جدا فى مجاله لكنه هو بطبعه لايحب الاضواء ولديه صداقات واسعة فى عالم الشعراء والفنانيين والدراميين والتشكيلين ولم يمارس هذه الاشياء ولكن لديه اهتمامات بالتذوق لها .
س- من هم ابناء مريم المهدى ؟
بنتى الكبرى ولدتها قبل الهجرة ب19 يوم لذلك اسماها الحبيب والدى سراء وهو اسم مشتق من اسم جدتها سارة واخترنا لها انا ووالدها اضافة اسم تهتدون واصبح لها اسم مركب هو سراء تهتدون وعمرها الان 16 سنة وهى طالبة بالسنة الاولى جامعة الخرطوم وتدرس اقتصاد وعلوم سياسية .وقد عاشت معى مدة سنة ونصف فى المعسكرات بارتريا وكنت اتوقع لها ان تكون من اوائل العسكريات بصورة مهنية خاصة انها رياضية تلقت تدريبها على يد اخوالها ورغم ذلك للاسف لم تختار العسكرية .اما شقيقتها التى تليها عزة بالصف السابع والابنة الثالثة هى رضوان بالصف الخامس والابنة طاهرة بالصف الرابع واخر العنقود التؤام الصادق وشريف وهم فى الصف الثانى وقد اختار اسمائهما الحبيب على اسما اجدادهما وكل ابنائى يدرسون الان بالمدرسة العالمية التابعة لوزارة الخارجية القسم العربى .
س-جدك المهدى والدك رئيس حزب سياسى كبير وكان رئيس وزراء فى حقبتين –ووالدتك سارة الفاضل كانت معجونة بالسياسة-هل ساهمت هذه التنشئة فى تهيئتك واعدادك باكرا سياسا؟؟
ج- نحن منذ الطفولة نشانا فى ظروف التغلبات السياسية . فى السودان كل شئ عام هو بالنسبة لنا خاص بصورة مباشرة –اسمى فى شهادة الميلاد هو مريم المنصورة وذلك تيمنا –بانتخابات 1965 وجاء تاريخ ميلادى فى يوم 28 يناير 1965 وكانت امى هى حامل بى تشارك فى المظاهرات والاجتماعات هذا كان شان امى وهى سيدة سياسية ومشاركاتها فى الاحداث السياسية جعلتها تتعرض للولادة المبكرة فى حملها بشقيقتى رباح ووعند انقلاب مايو وضعت امى اختى طاهرة فى مارس 1969 وكان عمرها اقل من 40 يوم عندما اعتقلت امى ودخلت السجن وكنت اشيل طاهرة وانا عمرى 4 سنوت لذا اشعر فى وجدانى الخاص ان اختى طاهرة هى ابنتى .اما اخى محمد احمد الفرق بينى وبينه 10 سنوات وعندما كان عمره 6 اشهر حاولت امى الخروج به خارج السودان ابان محاولة انقلاب المقدم حسن حسين وتم القبض عليها فى المطار واصبحت انا المسؤلة عنه فى غيابها –وكنا نتاثر بحدوث الانقلابات وفى انقلاب مايو كنا نلعب بالرصاص الفارغ لانه يقع داخل منزلنا بجوار الاذاعة وكان عندما تحدث مواجهات مع الجيش يتم ترحيلنا لمكان اخر لاننا اطفال لذا كنا نتاثر بكل التغييرات التى تحدث فى البلد تكون فى اطار عام وبالنسبة لينا تكون فى اطار خاص وانقلاب الانقاذ اثر علينا بصورة اخص –وفى احداث الجزيرة اباالتى لا اتذكرها جيدا لان عمرى كان حينها 5 سنوات واتذكر سافرت مع امى فى طائرة وهى قالت لى فعلا سافرنالاسلم رسالة من والدك للشهيد الامام الهادى .
س- د. مريم التى درست الطب –كيف ولماذا هجرت المهنة وانخرطت في غمار السياسة؟
ج- حقيقة بعد تخرجى من كلية الطب كنت لا انوى الدخول فى عالم السياسة
وتخرجت فى ظروف شدة القمع وكنت متمترسة ان اكون فقط طبيبة . لكن هجرة الامام فى ديسمبر 1996---قلبت تفكيرى 180درجة وطيلة سنة 97-كنت مصرة ان استمر طبيبة وزوجى كان يعلم ذلك وكنت ملتزمة بواجبى فى النبطشية بمستشفى الخرطوم – ورغم ذلك كنت لا انام ليلا لشعورى بالالم والندم وكانت اختى طاهرة وزوجى يلاحظون ذلك ويقولون لى انتى لو خرجتى للحاق بالوالد فى اسمرا لن تعودى مرة اخرى .وفى خضم ذلك الوضع سافرت برفقة زوجى وابنتى لحضور مؤتمر حزب الامة الرابع باسمرا وكان زوجى فى طريقه لزيارة اخته فى امريكا وكنت مخططة لامكث فى اسمرا لثلاث ايام فقط – ولكن لحظة وصولى اسمرا سقطت كل هذه الاشياء من ذاكرتى عندما تم تنظيم زيارة لنا لمعسكرات حزب الامة هناك لمدة ثلاث ايام وحينما اخبرنى شقيقى الامير عبدالرحمن بوجود كلية عسكرية وسالنى لو كنت اريد الانضمام لها ؟ ولم افكر بل وافقت على طول والتحقت بها واكملت فترة التدريب الاساسية وكنت الاولى على دفعتى واصبحت رائد طبيب مريم الصادق .وحتى عندما التحقت بجيش الامة للتحرير دخلته كطبيبة اؤدى عمل عسكرى ورغم ان اول نشاط سياسى لى كان بالجامعة الاردنية وفى عهد مايو كنا نطبع منشورات الامام كعمل تعبوى –وعندما التحقت بجيش الامة للتحرير دخلت كطبيبة لاداء عمل عسكرى وفى النهاية دخلت السياسة عن طريق العمل المسلح .
س- كيف تقبل زوجك هذا التحول المفاجئ وهل ترك شرخا فى حياتكما؟
ج- فى الحقيقة كنت مراهنة ان اكثر من يفهمنى فى هذا التحول هو عادل زوجى وفعلا لم يخذلنى كما توقعت . ورغم ذلك عندما التقيته بعد هذا الموقف لاول مرة فى القاهرة كان بالنسبة لى هو احرج موقف فى زواجنا –لانى عدت بالذاكرة لاول سؤال سالنى له عادل بعد الخطوبة مباشرة عندما قال لى دورك حيكون شنو فى السياسة ؟ واندهشت من اين استشف هذا الانطباع .؟وعند لقائئ به فى القاهرة علمت انه كان قد تقدم باستقالته من عمله فى الصليب الاحمر الدولى لان عمله يضعه فى موقف حساس وهويتعامل مع الاستخبارات العسكرية وقدم استقالته لان زوجته انضمت للجبهة الشرقية ولكنهم رفضوا قبول الاستقالة وقالوا له نحن لا نشك مطلقا فى حيادك ومهنيتك وانا لم انتبه ان انضمامى سيؤثر على عمله .وكنت التقيه لمدة شهر فى القاهرة واثناء ذلك كنت اشارك فى الاعداد للورش السياسية فقد شاركت فى اعداد ورشة الحل السياسى الشامل.
س- متى عادت الرائد طبيب مريم الى السودان وكيف ؟
ج- حضرت للسودان ضمن فصيلة السائقين الميكانيكيين فى نوفمبر 2000 واثناء تواجدنا قام الاريتريين بمصادرة كل سياراتنا وتبقت لنا ثلاث سيارات فقط وكنت انا اقود احدى هذه السيارات منذ خروجنا من اسمرا وحتى الوصول لام درمان ! وعتد وصولى لدار حزب الامة سالت عن الشخص المسئول لاسلم نفسى وعهدتى بوصفى الرائد طبيب مريم الصادق وكنت فى مهمة من معسكر الفاو باسمراء الى ام درمان . وبعد ذلك استقريت فى البلد وتم اختيارى رئيس لقطاع المراة وعضو مكتب سياسى فى 24 نوفمبر 2000 وحتى الان واصبحت متفرغة للعمل السياسى بحزب الامة وكنت انوى العودة لممارسة الطب لكن وجدت نفسى سياسية .
س- هل اقتنعتى ان السياسة هى قدرك ومستقبلك ؟
ج- وجدت نفسى فى السياسة وادعواا كبر عدد من النساء المؤهلات للانخراط فى العمل السياسى لان السياسة هى ادارة الحياة والحياة عندما تكون فوضى عارمة تحتاج لانسان لديه وعى وقناعة مش طق حنك وجعجعة وبالتالى العمل السياسى اصبح لى ديدن ومهمة فى الحياة وامارسه بدون ندم – رغم ان الطب مهنة انسانية اتشرف بانتمائى لها وبكل زملائى لكن يصعب جدا الان ممارسة الطب فى السودان لان الفوضى العارمة عصفت بكل شئ والان انا امهد لزملائى لممارسة الطب فى السودان من خلال السياسة وبالتالى اخلاصى وولائى لمهنة الطب لايزال حى وموجود وانا مرتاحة الان للعمل الذى اؤديه فى اصلاح الوطن عن طريق السياسة .
س-اجتمعت فى شخصك مميزات تحول دون منافسة اخوتك لك –تاهيل عسكرى وامتهنتى السياسة بتفرغ كامل –الا تعتقدين ان هذه السمات تعضد حظوظك فى الظفر بخلافة الوالد امد الله فى عمره؟
ج-بالنظر للخلافة –من اكون ؟ انا ابنة امى وابوى والظروف اثرت تاثير مباشر فى تنشاتنا من واقع تمليك خبرات ومعارف ورصيد سياسى واجتماعى واقتصادى فى كل السودان . انا فى السودان اينما اكون اجد المساعدة والدعم واشعر اننى فى منزلى ولا اخاف ان تتقطع بى السبل وهذا ما يؤكده امتداد التاريخ والجغرافيا –وهذه نعمة اشكر الله عليها – واذكر عندما كنت اعمل طبيبة فى مستشفى سوبا وبهذه المناسبة اشكر دكتور محمد على الشيخ لجراته وشجاعته وذلك لتعيينى معه فى عام 1990 وكان حينها اسمى مخيف ومرعب . اذكر كان عندى سيارة لادا وكنت معتادة ا شيل معاى ناس من الطريق لا اعرفهم وذات مرة ركبت معى سيدة كبيرة وسالتنى عن اسرتى وعندما سمعت اسم حبوبتى رحمة طوالى عرفتنى . ومثل هذه العلاقات والمعارف هى رصيد ومؤكد يعطينى قوة ودفعة فى العمل السياسى لاانكرها –هذا بالاضافة الى سمعة الوالد وجده وسمعة المهدى الاكبر هؤلاء جميعهم عندهم فعل وعلاقات وتواصل وصيت طيب وكبير بين الناس وذلك يشكل لى دفعة فى العمل السياسى .والوالدة كانت تتعامل باريحية ومحبة فى احلك الظروف والاهوال التى مرت بها المرحومة امى سارة كانت شجاعة ومن غير جلبة ولم تكن تفاخر بعلاقاتها الدولية التى اكتشفتها عندما اختارتنى وزارة الخارجية الامريكية فى العام 2007 ضمن الذين يتوقع لهم مستقبل وسالونى ان اختار شخصا اريد ان اعرف عنه شئيا وكانت امى التى لم تكن تفاخر بعلاقاتها الدولية ! حقيقة لا انكر ان امى وابوى والتنشئية ووضعى الاسرى جميعها اعطتنى دفعة لكن انا لا اركن لذلك .
س- وماذا اعطتك الحياة العسكرية ؟
ج- حياة الجيش والتعرض للموت اعطتنى احترام الرجال ومعاملتى كواحد منهم - عشان كده انا اجتهد كى اكون لدى دورى الخاص بى –لذا اطور نفسى فى معرفة الناس واتواصل معهم ومعرفة السودان ككل والاهل والقبائل والتاريخ داخل الكيان والالمام بكل شئ عن البلد كما احاول تطوير نفسى اكاديميا اريد ان اشحذ مخى بصورة منتظمة ووجدت ان الهواية الاكاديمية طريقة كويسة لتطوير نفسى وتاهيلها –
س- وما ذا- تدرسين الان؟
ج- الان ادرس النوع والتنمية كما ادرس الحكم الراشد والديمقراطية وايضا حقوق الانسان -وعلم النفس – بالاضافة لدراسة القانون .
س- الا تصب هذه الاجتهادات الشخصية فى اطار تعزيز دورك فى الخلافة ؟
ج- تناول هذه الامور بهذه الطريقة يخرجها من مضمونها نحن كلنا فى اطار الحزب والوطن والكيان نبتغى الاصلاح ما استطعنا اقولها نيابة عن اخوتى .
انا لااربا بنفسى عن اى موقع يكون لى فيه دور اؤديه فى خدمة وطنى واهلى ومستقبل ابنائى وذلك فى اى موقىع كبر ام صغر . المشكلة ليس هو الموقع وانما القضية وجود منصة للفعل. بارادة الناس ليس لدى تحفظ فى اى منصب – ولكن ليس بتخطيط لى بهذا الموقع – انا بطبعى شديدة الرضاء . فى اجتماع المكتب السياسى فى المؤتمر السابق حصلت على اعلى الاصوات هم اكرمونى بذلك وهذا ازال الكثير من الالام التى اتعرض لها ومحاولات البعض بظلمى وبالتالى ليس لدى ما اشكو منه واجد من الدعم والحب والاحترام ما يساعد فى علاجى من الظلم . فالشرطة كسرت يدى وانكرت ذلك وكسروا الساعة في يدى الشمال جاء شباب الحماية لانقاذى –والبيان الذى اصدرته الشرطة انكر اصابة مدنيين بينما كان محمد غزالى الرجل السبعينى يتلقى العلاج واجريت له خياطة للاصابة بخمس غرز .-هذا الموقف جعلنى اقوم بمبادرة انصاف حيث ابذل جهدى للابلاغ اعلاميا عن اى شخص يتعرض للظلم حتى لو مافى مؤسسة عدلية تنصفه لان وقع الغبن بانكار الظلم يكون اكبر وافدح .
س- ضمن حوار سابق كنت اجريته مع مبارك الفاضل كشف فيه ان اتفاق التراضى الوطنى الذى وقع بين المؤتمر الوطنى وحزب الامة به بنود وصفقات سرية –ويقال ان التحاق اخيك بشرى بجهاز الامن جاء فى اطار هذه الصفقة – اين الحقيقة ؟
نحن فى السودان ممتدين بالتاريخ والجغرافيا ومسكين من يعتقد فى السودان انه يحتفظ بسر - لا اسرار الوضوح والشفافية نمارسهما وقوتنا فى وضوحنا واى شخص منفصل عن الواقع بعتقد بالسرية –الانصار من القرن التاسع عشر تعرضوا للابادة من الحكم الاجنبى وللتركيع من الحكم الوطنى –وجل التاريخ طيلة 124 سنة نحذف منها 24 سنة فترات حكم المهدية والديمقراطية والباقى مائة سنة قضيتاها قى الملاحقة والمطاردة ومحاولات التجريم -ورغم ذلك نحن نمشى فى زيادة ليس بالمؤامرات والخيانة والمراوغة والكذب وانما باتصال حقيقى جسدى وروحى فى ما بيننا . عشان كده فى موضوع المواجهة للنظام لانستطيع مزايدة فرد او كيان او تنظيم فى البذل الفداء المصداقية على امتداد التاريخ ودونك كل المدونات من زمن المهدية الى اليوم لايوجد مزايد علينا – لكن صحيح التوجه فى الحزب وقياداته من البداية من انقلاب الانقاذ تعالوا لكلمة سواء وهم رفضوا هذا لانهم اخذتهم العزة بالاثم وبانفسهم – من الاول تعالوا لكلمة سواء فالبلد لا تتحمل نزاع وهم قالوا نحن جئنا بالسلاح والعمل الذى به مواجهة كاملة فرض علينا –وفى مرحلة البناء الوطنى طالما لاحت سانحة عمل سياسى وضعنا السلاح دون شروط او قيد حتى الان نحن طالبين والمؤتمر الوطنى مديون لنا فى حقوقنا بما صادره من ممتلكاتنا—ونحن قلنا نحن طريق ثالث لانشترك فى الحكومة ورفضنا المشاركة حسب صفقة مبارك وانضمامه للنظام وانضمام الحركة الشعبية والاحزاب الاخرى –صحيح المؤتمر الوطنى لم يستطيع اختراق حزب الامة القومى الصلب الصلد الذى لم يتلوث فى يوم من الايام بالمشاركة رغم الاغراءات التى قدمت له مؤخرا بمنحه نسبة 50% -صحيح نحن حزب سياسى يسعى للسلطة بحقه لسنا زاهدين فى السلطة هذا هو الموقف . ان كان هناك من لا يصدقون فكل اناء بما فيه ينضح ! نحن الان نقود الراى حتى نصل الى التغيير الشامل فى السودان بغرض انتشاله من السياسات الراهنة من امر تفتيت السودان والمسالة الاقتصادية وانعدام الديمقراطية والفساد والاختلاسات والتغييب القسرى لجهات بحجة انها حملت السلاح – انا منذ عام اعمل مقررة لجنة تعمل للتعبيئة من اجل عقد مؤتمر شامل لتغيير ديمقراطى شامل وسلام شامل –اما بخصوص اخى بشرى الصادق ضابط كفء ومؤهل يعمل على حماية الصادق المهدى الواجب ان تكون حمايته على الدولة –ماهى العطية التى يلقاها بشرى من دخول الجيش والموت والفداء ؟ وبوسعه ان يكون رجل اعمال – اما الامير عبدالرحمن قال دخلت الحكومة ولا امثل حزب الامة ولا الامام الصادق المهدى – هم عرضوا علينا نسبة 50% من المواقع التنفيذية لماذا نرفضهاوندخل بشخصين فقط هما بشرى وعبد الرحمن ؟ --المؤتمر الوطنى يخاف ويخشى من حزب الامة القومى كبديل له –ولاتوجد اتفاقية –وواهم ومسكين من يعتقد ان فى السودان سرا فى اغسطس 2011 قلنا ان الحوار الذى كان بيننا كحزب لحزب انتهى ولم نشارك فى الحكومة واقتصرت مشاركتنا فى المناسبات المختلفة حوارات فكرية فى المنابر المختلفة .
س- وماذا عن دعوةالمؤتمر الوطنى للحوار مع الاحزاب السياسية ؟
ج- مسالة الحوار التى طرحها النائب الاول وامن عليها رئيس الجمهورية نحن تحدثنا حولها عن اسس مهمة –تهيئة المناخ وقدمنا مشروع الخلاص الوطنى للمؤتمر الوطنى ولكل الاحزاب السياسية والحركات المسلحة وبه كل الاجندة وفتحنا به مجال جديد – من لقاء كمبالا وجولة اوربية التقينا فيها بصناع القرارات والاعلام فى البلدان التى تشكل القرارات فى السودان ماضين فى هذا الشان من خلال الالتقاء بقيادات المجتمع والطرق الصوفية والاهل ونسعى لتكوين مؤتمر السلام الشعبى
س- رغم علو صوتكم وبصماتكم الواضحة – مازال حزبكم يعانى من غياب العنصر النسائى وتحجيمه وينحصر الاداء فى شخصكم وسارة نقد الله –لماذاهذا التهميش -؟؟
ج- اعتقد انه فى البداية كان للمراة الانصارية حضور قوى النساء استشهدن فى حصار الخرطوم –والمهدية اهتمت بتعليم المراة ولم يكن غريب ان تكون المؤسسة الاكثر تاثيرا فى التعليم جامعة الاحفاد مرجعيتها مهدية وكان للامام عبدالرحمن دور فى تعليم المراة وكانت حبوبتى اول امراة سودانية اقامت منظمة لنهضة المراة وغالبية حفيدات الامام عبدالرحمن من الاسرة الكبيرة كن – يركبن الخيل وتواصل هذا الاهتمام عبر الامام الصادق المهدى - ونحن اول ما بدانا العمل اجتهدنا وعملنا شغل كبير وكونت لجنة باشراف الامير عبد الرحمن نقدالله وقالوا قطاع تنمية المراة عملو حزب بحاله – وانا ساعدت النساء بان كل واحدة تقول رائها وافكارها ونجحنا فى توفير المال والذين قادوا هذا العمل معى النساء فى اطار العمل السرى وكنا نعمل بكل رضاء وتجانس --وللاسف تحالفات الرجال داخل الحزب اضعفت دور المراة وتغول الرجال قالوا دور المراة لابد ان يكون مربوط مباشرة مع الامين العام للحزب ولايربط مع الجهاز التنفيذى –وللاسف التحالفات والمصالح الضيقة لبعض القيادات منعت التطور الذى تم بارادة النساء وبالتاكيد اقعدت هذه التحالفات بدور المراة فى الحزب ولكن رغم ذلك المراة فى الحزب ما تزال تناضل وتقلع -صحيح نسبة ال20% نجاهد فى الحصول عليها ومشكلتنا عندما تكون تكون فى الحزب اجواء استقطاب تضيع القضايا الاستراتيجية فى الاستقطاب وهذا يضر بالمراة نحن نحتاج للم الشمل الحقيقى من اجل عمل موضوعى للمراة والشباب فى الرؤى الاستراتيجية والمساهمة فى مؤتمر السلام الشعبى .
س- بتطرق الحديث عن نساء الانصار اعجز عن تجاهل ذكرى ودور الراحلة سارة الفاضل واثر غيابها على شخصكم ؟
ج-رحيل الوالدة سارة بالتاكيد هو فقد ما صغر ولم يصغر –لكن اجدالعزاء بوجودها فى ذكراها والذين يحبونهاوفى افعالها وفى اخوانى واخواتى وبالتالى ذى مابقول المثل –الولد ما مات –صحيح يعز على ان ابنائى لم يتعرفوا عليها تعرف مباشر اى التطبع بطبعها وذوقها ورؤيتها –وكنت حزينة عند رحيلها واخشى ان ينسى ابنائى سيرتها ولايذكرونها –ولكنى سعيدة لانهم يتنافسون فى اقتراح زيارة قبرها والترحم عليها –وتوجد صورة كبيرة لامى بمنزلى لها الرحمة والمغفرة –ولاانسى امى العرجون –مريم احمد بشارة وهى من اهلنا قبيلة البرتى فى مليط والتقت بامى سارة قبل ان تتزوج فى بيت الامام عبدالرحمن امى تبنتها واصبحت العلاقة بينهما علاقة تكامل حتى لحظة رحيل امى وهى الام التى ربتنا وحافظت علينا طيلة فترات وجود امى فى المنافى والسجون هى امى العرجون –وهى تتمتع بصوت رخيم ذى صوت الفلاتية ولا انسى اغنية يا سمسم القضارف التى كانت تغنيها لنا عندما كنا صغارا .
صدر هذا الحوار فى العام 2013
تعليقات
إرسال تعليق