الدكتور عبد الملك النعيم الكاتب الصحفي والاعلامى والأكاديمي

قبل المغيب..الأثنين 27 سبتمبر 2021م. عبدالملك النعيم أحمد...
،،،،،    ،،،،،   ،،،،   ،،،.
الإتجاه شرقا..
    ،،،،    ،،،،    ،،،  ،،،
@ أخيرا وبعد توتر وإحتجاجات ومطالب مبررة من تجمع نظارات البجا بشرقي السودان استمرت لأكثر من أسبوع، وصل وفد الحكومة بشقيها المدني والعسكري الي حاضرة ولاية البحر الأحمر برئاسة الفريق شمس الدين كباشي وعدد من الوزراء وعقد إجتماعا مع لجنة أمن الولاية بغية الترتيبات للجلوس مع نظارات البجا وزعيمها ترك..
@ صحيح أن الحكومة تأخرت كثيرا قبل أن تقرر الجلوس مع نظارات البجا، ولعل تأخر الحكومة والذي صاحبه تصريحات سالبة من رئيس الوزراء الدكتور حمدوك والتي أقحم فيها ما يجري في الشرق من إحتجاجات وصلت فيما بعد لإغلاق الطرق والميناء وخنق الإقتصاد السوداني،وتصريحات بعض وزراء الحكومة بإتهام ترك ومجموعة المحتجين بأنهم من انصار النظام السابق،لعل تلك الأحداث والمواقف قد عقدت المشكلة بأكثر مما كانت عليه، وما كان ينبغي لها أن تصل الي ما وصلت إليه اليوم..
@ حدث آخر قد تم وللحكومة فيه النصيب الأوفر مما زاد إحتجاج الشرق تعقيدا، وأعني لقاء وتجمع ساحة همبوب بولاية كسلا والذي تم بالأمس بوصفه(مؤتمر ضرار لما يحدث من إحتجاجات في بورتسودان وما حولها...فتجمع نظارات البجا يرفض مسار الشرق في إتفاق سلام جوبا وله حيثياته في هذا الرفض، أما لقاء ساحة همبوب بكسلا فهو تأييدا لمسار الشرق الذي تم توقيعه بجوبا...ما كان ينبغي للحكومة أن تكون طرفا في إنقسام مكون الشرق الإجتماعي بحجة الإنتصار لإتفاق تم توقيعه،فكثير من الإتفاقيات التي وقعت اصطدمت بواقع تطلب تعديل بعض بنودها لإستيعاب الآخر،فلماذا تعنتت الحكومة وتمسكت بمسار الشرق في ظل رفض كبير له من نظارات وقيادات البجا التي تمثل قوة لا يمكن الاستهانة بها..
@كتبنا قبل اليوم رأينا في اتفاق جوبا وهو أنه إتفاق قد وفر مناصب وسلطات لقيادات ولكنه لم يحقق سلام الي تاريخ كتابة هذه السطور، وقد إبتدع إتفاق جوبا بدعة المسارات هذه والتي هي سبب المشكلة الحالية في الشرق وتضامن كيانات الشمال والوسط،ابتدع المسارات لجهات لم تكن بها مشاكل أصلا وإنما مطالب عادية كان يمكن أن تعالج بالتفاوض والمشاركة والتفاهم لا بالمحاصصات وتوزيع المقاعد علي بعض القيادات دون تفويض من القواعد في تلك المناطق المعنية،فالموضوع للأسف كله محاولة ترضيات للبعض علي حساب الآخرين،وإن لم يكن الأمر كذلك فماذا يعني مسار الوسط ؟وهذا الوسط بتاريخ السودان الممتد لم يعرف تمردا ولا تكتلا ولا سلاحا ،بل ظل بوتقة إنصهرت فيه كل مكونات المجتمع السوداني بمختلف قبائلهم وسحناتهم وكل لمشروع الجزيرة القومي الفضل الكبير في ربط وتقوية النسيج الإجتماعي،فلماذا مسار الوسط، ؟ومن الذي فوض التوم هجو لتبني هذا المسار؟ ولماذا مسار الشمال؟ ومن طلب ذلك؟هل هي الترضيات أم أمر آخر؟
@ حتي مسار دارفور الذي تم تطبيقه شكلا بإنشاء إقليم دارفور مع وجود الولايات وتعيين حاكم له بل وتنصيبه في إحتفالية كبري،حتي مني اركو مناوي لم يكن منتخبا من المكون السياسي والإجتماعي والقبلي في دارفور فهو رئيس حركة حاملة للسلاح من عدة حركات وليس محل إجماع من الحركات الأخري ليكون حاكما لذلك ما زالت دارفور تشهد إضطرابات وأحداث ونزوح إلي هذه اللحظة،ومازال عبدالواحد نور بعيدا عن المشهد، أليس متوقعا أن تتم مراجعة مسار دارفور أن أصبح عبدالواحد جزءا منه؟وهل يمكن لعبد الواحد أن يرضي قبل التوقيع،إذا وقع فعلا،بأن يكون الحال علي ما هو عليه؟؟أظن الأجابات علي هذه التساؤلات لا تتطلب كثير عناء لمعرفتها.
@وعودة لمسار الشرق الذي أدخل الآن الحكومة والبلاد بكاملها في نفق،أليس كان بالإمكان الجلوس مع من وقعوا اتفاق جوبا وتبنوا مسار الشرق المرفوض الآن من نظارات البجا،والجلوس مع نظارات البجا والزعيم ترك للوصول لصيغة توفقية تجنب البلاد المزيد من الإنقسامات والتشظي القبلي والجهوي الذي يشهده الشرق؟؟ما هي المشكلة إذا تم إدخال بعض التعديلات في مسار الشرق لإستيعاب أكبر عدد من مكونات الشرق تفاديا لأي صدامات؟وهل مثل هذه الإتفاقات محصنة من أن يأتيها الباطلها من خلفها ومن أمامها حتي يتم التمسك بها هكذا حتي لو كان ذلك علي حساب الوطن وأهل المنطقة وأصحاب المصلحة؟لماذا التعنت إذا ومحاولة إرضاء فئة دون الأخري؟لماذا؟
@ في تقديري أن الوفد الذي ذهب مفاوضا بعض أهل الشرق الآن محتاج تقديم تنازلات ليس بإلغاء مسار الشرق كما يطالب ترك ولكن بتعديله بما يستوعب الآخرين،والنقطة الثانية هي أن تكف بعض قيادات الحكومة عن الإساءة لنظارات البجا أو إتهامها أو محاولة خلق مؤتمرات الضرار لتحقيق كسب آني علي حساب الوطن،لأن نظارات البجا الآن ما رفعت سقف مطالبها إلا نتيجة لإستفزاز بعض منسوبي الحكومة لها،ولا أري حرجا في الإعتذار من بعض منسوبي الحكومة إن كان ذلك من شأنه أن يحقق المصلحة العامة..
@ تحدي كبير أمام وفد الحكومة المفاوض الآن بأن يزيح الغبار أولا عن بيئة التفاوض بسبب التأخير والإتهامات كما عليه أن يطرح بعض المقترحات بتعديل المسار وبالقدر نفسه فلا بد لنظارات البجا أن تتفادي كل ما يؤدي لخنق البلاد إقتصاديا والإبتعاد عن المشروعات القومية الحساسة التي يمتد تأثيرها ليس علي الحكومة وانما علي المواطن..
@ وإن كان من كلمة أخيرة فهي خاصة بما يحدث الآن من خلاف وتلاسن بين المكون المدني والعسكري والذي هو بالقطع ليس لا في مصلحة المواطن ولا الوطن ولا الحكومة نفسها،فلتكن موافقتهم علي تكوين وفد مشترك للتفاوض مع الزعيم ترك بداية لتوافقهم في الخرطوم بغرض الخروج الآمن بالمرحلة الإنتقالية إلي بر الأمان...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيرة ذاتية مختلفة عن الدكتورة مريم الصادق المهدي

سيرة ذاتية للاعلامية نيكول تنورى

الصاج لعمل الكسرة السودانية