الاستاذ..عبد العظيم يعقوب ...لمسة وفاء ....للسر دوليب
كتب الأستاذ عبد العظيم يعقوب:
#لمسة وفاء لاستاذي الراحل البروف السر دوليب#
لما جاد به الأخ مصطفي رجب نقلا عن ابن حي الركابية عوض سعد الله، وقد نعى الناعي من بفقده اختلت أوزان القصيد، وانطوت صفحة من الفنون والأدب، وانهد جدار الثقافة لتلك الأجيال المتفردة. هو جيل من التفرد تداوت به أرواح الناس ردحا من الزمان لما سُخِّر له من موزون الكلام، وبديع القوافي وفصيح العبارة.
هو تاج السر محمد المهدي دوليب، الشهير ب(السر دوليب). استاذ علم النفس بجامعة الأحفاد، وأستاذ مشارك بجامعة الخرطوم. وهو أديب ومعلم وشاعر. ولن أُوفيه حقه وقد جاء يوم شكره، وفي المثل السوداني (الله لا يجيب يوم شكرك).
وترجع بي الايام ونحن في السنة الثالثة بكلية التربية، جامعة الخرطوم، بقسم التغذية، أن زَفّت لنا رئيسة قسم التغذية الدكتورة فائزة يوسف زمراوي، عليها الرحمة، بأن البروف السر دوليب قد وافق على أن يدرسنا كورس Counceling & guidance, (الإرشاد والتوجيه النفسي). وكم كانت فرحتنا أن تجمعنا قاعة الدرس بصاحب ديواني (انا والأشواق) ، و(مسامحك يا حبيبي) ، ومن ثم (ام درمان أجمل المدن). ويحضرني أن الأستاذ السر دوليب لم يكن أستاذاً للمادة فقط، فهو مدرسة تعلمنا منها ما لم نتعلمه عند غيره. وقد أحصيتُ النجوم عدّاً إن أوفيت مناقبه. وتلك بصمة صنوها البروف (محمد يوسف سكر ) الذي درسنا التغذية العلاجية وهو وقتها بكلية الطب، جامعة الخرطوم، وقد تجد من الأساتذة من تتمني أن لا تفوتك محاضرته، وان لا ينتهي زمن المحاضرة.
ما ميز الأستاذ السر دوليب كما ذكرت كثير. كان لا يتأخر عن قاعة المحاضرة لأي ظرف كان. يتحدث الإنجليزية بطلاقة وسلاسة. له حياء العذراء في خدرها. يخاطبك بأدب وتهذيب كدأب العلماء. وقبل نهاية المحاضرة بعشر دقائق يترك المجال للتعقيب والأسئلة. وقد يجنح بعض الزملاء والزميلات الي الخروج عن النص، بأن يدلف أو تدلف الي المجال الأدبي وتناوُلِ شيئٍ من إنتاجه الغنائي. وكان يعتذر بكل لطف. ولم يتناول ذلك مطلقا في أو أثناء المحاضرة. ولكن بعد المحاضرة كنا نتحلق حوله وخاصة الزميلات وما تتمتع به حسناوات أم درمان ومدني من جرأة ولباقة السؤال عن الأغاني ومناسباتها التي قيلت فيها، ولمن قيلت، وأحيانا قد يُستفز الشاعر ليرتجل شيئاً من الشعر. كل ذلك ونحن في عنفوان الشباب والأمل أخضر يانع، واستاذنا السر دوليب يجود علينا بطويل الوقت لكل ما يجول بالخاطر، عن أسرته، وعن دراسته، وعن ما ميز نجاحنا في مادته، وعن سؤاله عن أجمل اللحظات التي يعيشها، ولماذا لم يغترب، وعن بعض مؤلفاته من الأغاني وعن صداقته بالاخ الصافي جمعة الأمين، عن ما واكب تلك الفترة بوجود الفنان المرحوم الأستاذ مصطفي سيد أحمد، ومن ثم سيف الجامعة بالكلية، عن حفل استقبال الدفعة الجديدة من الطلاب، والاغنية التي أهداها وتغني بها الفنان محمد وردي لأول مرة... كل ذلك وغيره في سانحة أخري بعون الله،،،،
(عبدالعظيم يعقوب) ،،،،،،
تعليقات
إرسال تعليق