كتبت ....د..عثمان بشرى الفاضل..عن مؤرخ سودانى
مات الهادي ..
فلم يعد الزمان جميلا ..
الهادي نصرالدين .. رجلا تناقلت سيرته ومسيرته الجماد والبشر علي حد سوا ..
تلتقيه فلا يساورك شك .. انك امام خلاسي .. وبقايا ملاك في هيئة بشر ..
يحادثك في الانساب والتاريخ وساس يسوس .
لا تتكئ علي موضع الا وقد احاطه علما ومعرفة ..
كنت اعرفه .. ومن في امدرمان من فتيح للخور للمغالق لا يعرفه ..
تمساح الظبطية .. وترماي الخليل .. وعلايل ابوروف .. وسامحني يا عابدين شرف .. واعذريني يا استاد الهلال ..
سار بهم واحتفي بهم .
توطدت علاقتي به حينما اتي مستشفيا بالقاهرة .. ومن حظي ان جلساتنا كنت بمعية سادن الحقيبة عوض بابكر ..
تسامرنا .. وتحدثنا وتثاقفنا .. ولكن قل للزمان ارجع يا زمان ..
استمرت علاقتي حتي مع اسرته الكريمة .. يودني كأبنه .. ولعله يعتقد في اعتقاد لا ادريه من اين تسرب له .. اذا ما وصفت له ماء ففيه شفائه كما يقول ..
كنت لا ارفض له طلب بزيارته .. حيثما اراد وحينما اراد .
الهادي نصرالدين .. ذاكرة متحركة ومتقدة .. يحفظ كل التفاصيل دون ان ينقصها ..
ولكننا كعادتنا في السودان .. لا نهتم بالتوثيق .. وكل ثقافتنا لا تتعدى طور المشافهة ..
تابعت حلقات تم توثيق حياة الابنودي الشاعر المصري تحدث فيها عن كل شئ .. وغدت مرجع للكثيرين ..
كان يمكن لوزارة الثقافة ان تلعب نفس الدور .. فنحن نحتاج ان نسقط احداث الماضي علي الحاضر .. ففيها عبر ودروس شتي .
فقدت امدرمان .. شمائل وجمائل .. قيم وتسامح ومحبة ..
قدرنا في هذا الزمن القمئ .. أن تنزف دواخلنا .. وتصبغ اعيننا بالدماء قبل الدموع ..
حزننا عليك سرمد يا هادي .. وانت تموت في ذكري يوم الكسرة .. فقد تكسرت قلوبنا بها وبك .
عزائي لنفسي وللوطن ولابنتك سارة ولاسرتك .
رحمك الله بقدر ما احببت وتواصلت ولك الجنه .. ولما لا فاصدق القائلين ( لا يدخل الجنة قاطع رحم) .
وانت وصلت رحمك في السودان كله ..
وداعا الحبيب الجميل الهادي نصرالدين ..
انا لله وانا اليه راجعون .
د.عثمان البشري .
تعليقات
إرسال تعليق