كتب...دكتور حسن البكرى..عن هجرة السودانين..
نماذج من هجرات السودانيين للخارج 3. بقلم د. حسن بابكر
تعود جذور الهجرة من السودان لآلاف السنيين كمنطقه ذات حضارة قديمه تعود لآلاف السنين ترتبط بالتحرك شمالا ثم جنوبا عبر ممر النيل برافديه الأزرق والأبيض منذ الممالك النوبيه القديمة وهنا نشير الي هجرات السودانيين لمصر كونها تعود لأكثر من ألف عام لارتباطها بإنشاء الجامع الأزهر الشريف حيث استقطب طلاب العلم من كل العالم الإسلامي ينهلون من فيض علومه ومعارفه لذلك تجد هذا الارتباط وثيقا في اذدهار التعليم الديني فى كل من سنار وبعض مدن الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان ودارفور وفي دار الشايقيه وبربر والدامر وأم الطيور وكانت سببا في هجرة بعض العلماء الي السودان لتذدهر هذه المراكز وتتعزز مكانتها ومن اقوي الأدلة علي قدم هذه الهجرات أن الأزهر الشريف أقام رواقا للسناريه ثم رواق دارفور ثم رواق البرابره وفي أيام الحقبة الاستعمارية لم يكن متاحا إلا كلية غردون التذكارية حيث منع المستعمر الهجرة الي مصر ورغما عن ذلك تمكن عدد كبير من السودانيين الذين يقودهم الطموح من الهجرة لمصر أمثال السيد توفيق البكري اول مهاجر سوداني لطلب العلم والسيد بشير عبدالرحمن في العام 1923 ثم لحقهم في العام 1927 الساده بخيت محمد عمر الطبيب الجراح ثم بشير محمد خير ويعقوب عثمان وكان قد سبق هؤلاء الي الأزهر الشريف من الشخصيات البارزة الشيخ محمد المبارك عبدالله والشيخ محمد نور الحسن من أبناء الخوجلاب بالخرطوم بحري من أوائل المهاجرين للأزهر الشريف ونال الشهاده العالمية بتفوق وعين مدرسا بالمعاهد الدينيه وكان ذا حس وطني عال حيث اشترك في ثورة 1919 في مصر وكان من خطابها البارزين وفي ثورة يوليو 1952 عينه الرئيس محمد نجيب والذي كان حينها يشغل رئيس مجلس قيادة الثورة عينه وكيلا لوزارة الإرشاد القومي اعترافا بفضله وقد استطاع أن يقوم بإصلاحات كثيرة وكبيره للمعاهد الدينية في أقاليم السودان المختلفة عن طريق الجهد الذي كان يبذله الصاغ سالم وغيره وقد كانت للشيخ محمد نور مكتبة فاعلة قام باهدائها للجامعة الإسلامية بامدرمان قبيل وفاته.
أما الشيخ محمد المبارك فقد عرف معهد أم درمان العلمي وتوثقت علاقته به منذ الأربعينات من القرن الماضي كاستاذ منتدب بالمعهد قبل الأزهر الشريف حيت تولي إدارة مشيخة المعهد ومن هذا الموقع استطاع تطوير معهد أم درمان العلمي عن طريق مساعيه الحميده مع الأزهر كونه تمكن من جلب ثمانية من أساتذة الأزهر المقتدرين بالإضافة للكتب والمعينات المالية وغيرها وآخر منصب تولاه الشيخ المبارك هو منصب مدير الجامعة الإسلامية
بأم درمان .والجدير بالذكر ان الجامعات المصريه فتحت أبوابها للسودانيين وتزايد أعدادهم بعد العام 1935 بشكل ملحوظ.
وأبناء السودانيين المقيمين بجمهورية مصر يحدثونك عن الهجرات الحديثة لقوات الهجانة وحرس الحدود وتلحظهم بعين شمس بالقاهرة والجبل الأصفر وغيرها ويحدثونك بفخر بمشاركة آبائهم في حرب 1973 حرب العبور ولا زالت الهجره الي مصر في تفاعل مجتمعي حتي الآن وقد اطلعت علي دراسة بالغة الانجليزية للباحثة انيتا فابوس وهي انجليزية من أصول مجريه بعنوان
Sudanese in Egypt 'Brothers or others
دراسه توثق للجالية السودانية بمصر حيث مول هذه الدراسه مركز أبحاث الشرق الأوسط للسكان والدراسات الاجتماعية بلندن وعدد من الجهات الاخري ذات العلاقة بالسكان واللجوء وتعتبر من الدراسات الاجتماعية القيمة. .
في العام 1935 ظهر النادي السوداني في مصر والذي كونه أبرز الشخصيات السودانية في القاهرة التجار والموظفين والعمال وغيرهم وكان الرئيس الفخري الأمير عمر طوسون الذي يشهد له بدعم ومساندة نشاط النادي وكان من أبرز أعضاء النادي علي البرير الأستاذ توفيق البكري ومصطفي أبو العلا وغيرهم. ..لا زال هذا النادي يمارس نشاطه الاجتماعي حتي الآن.
المراجع :
-مذكرات عبد الطيف الخليفة.
- بروف قاسم عثمان نور مع سابق.
تعليقات
إرسال تعليق