من صحفة الصحفى ..منعم سليمان..

30 يونيو والسيناريو الخطير !

لم يحدث في تاريخ الثورات بل في كل تاريخ البشرية أن نجحت دولة خارجة من الدمار والكوارث في حل كل قضايا مرحلتها الإنتقالية في 10 أشهر.. لذا فإن النجاحات والإخفاقات التي تحققت خلال المرحلة الماضية يمكن فهمها في سياق الممكن والمعقول بالمقارنة مع الفترة الزمنية القصيرة نسبياً التي مضت.
بالطبع هذا الأمر لا يعفي الحكومة الانتقالية بقيادة د. عبد الله حمدوك كما لا يعفي قوى الحرية والتغيير من التقصير في الاداء.. وهو أمر يتطلب منهم الانتباه والتصحيح العاجل.
ولا شك ان هناك إخفاقات كبيرة تستوجب الضجر والغضب.. ويمكن تفهم سبب دعوات تظاهرة 30 يونيو - من الثوار لا المندسين وعملاء النظام البائد- ولكن هناك سيناريو خطير يتم إعداده بدقة للإنقلاب على الثورة:
بالطبع أن سيناريو الإنقلاب العسكري التقليدي السافر في ظل رفض الشارع لأي حكم عسكري غير وارد إطلاقاً في هذه المرحلة.. ولا يمكن لأي إنقلاب أن ينجح دون سند شعبي.. اذاً ما هو السيناريو البديل لإنجاح الإنقلاب؟؟
السيناريو المعد هو أن يتم الضغط على رئيس الوزراء د. حمدوك لفض الإرتباط مع الحاضنة السياسية - قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين- وذلك بالتركيز على نقدهم وتبيان نقاط ضعفهم وانقساماتهم.. هذه الإنقسامات المصنوعة التي لعبت أيادي أجهزة النظام البائد الأمنية "الرسمية والشعبية والقوشية"دوراً كبيراً فيها.. مستغلة اختراقها لبنية قوى الثورة عبر عملاء داخل الحاضنة السياسية (معروفين بالاسم) ظلوا يعملون طوال الفترة الماضية لإضعاف مشروعية القوى المدنية جميعها.. لذلك يسعى المتآمرون لرفع شعار (نعم لحمدوك لا للقوى السياسية والمهنية) حتى يبتلع رئيس الوزراء الطُعم ويقف وحده عارياً دون سند منظم ليسهل ابتلاعه لاحقاً بواسطة القوى الإنقلابية.. أو حتى إغتياله.
إن الموقف الصحيح لتلافي أي إنقلاب قادم هو أن يعمل حمدوك بصفته رئيس وزراء حكومة الثورة على توحيد قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وقوى الكفاح المسلح ولجان المقاومة وأسر الشهداء.. في أكبر جبهة مدنية موحدة يقودها لإنجاز مهام الإنتقال.. وأن يعمل الجميع على مناقشة التحديات والإخفاقات وحلها سوياً.. بدلاً من قتل جنين الإنتقال لانه لم يشب عن الطوق ولم يكتمل قوامه بالسرعة المأمولة!
إحذر يا حمدوك من الفخ الذي ينصب لك وللثورة.. وأعلم أن نجاح المرحلة الإنتقالية رهين بوحدة جميع القوى المدنية لا بتقسيمها وإلقاءها في سلة المهملات.. ولتكن 30 يونيو فعالية لتأكيد قوة الشارع وتماسكه.. وهي حقيقة مناسبة تستحق ان يحتفى بها لما مثلته من أهمية الوحدة.. ولا يجوز أن تستغل للتقسيم والإنقلاب على الثورة.
#القومه_للسودان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيرة ذاتية مختلفة عن الدكتورة مريم الصادق المهدي

سيرة ذاتية للاعلامية نيكول تنورى

الصاج لعمل الكسرة السودانية