مميزات شهر شعبان...

شهر شعبان (شهر القراء) شهر الاستعداد لموسم عظيم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقود المحسنين فيه إلى العتق من النيران والفوز بالجنان ألا وهو شهر رمضان.
فضائل شهر شعبان
1- أن الأعمال ترفع فيه إلى الله عز وجل:
لما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»
2- كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه:
ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»
وفي رواية: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ».
وفي رواية: «وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا».
حكم الصيام في آخر شعبان
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَليَصُمْهُ»
وعلى هذا يكون الصيام في شعبان - ثلاثة أقسام:
1 - بعد النصف إلى الثامن والعشرين هذا مكروه إلا من اعتاد الصوم لكن هذا القول مبني على صحة الحديث والإمام أحمد لم يصححه وعلى هذا فلا كراهة.
2 - قبل رمضان بيوم أو يومين فهذا محرم إلا من له عادة.
3 - يوم الشك فهذا مُحرَّم مطلقًا، لا تصم يوم الشك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه» ـ.
ليلة النصف من شعبان
أولاً: فضلها:
جعل الله سبحانه وتعالى لليلة النصف من شعبان مزية خاصة من حيث أنه جل في علاه يطِّلِع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه ويوحد الله تبارك وتعالى، والمشاحن حتى يدع شحنائه ويصطلح مع من خاصمه.
فلقد روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»
مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
فهذه فرصة لكل مسلم يريد رِضَى الله سبحانه وتعالى، ويريد دخول الجنة أن يصلح ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد، سواء كان من أهله، أو صديقه، أو أي شخص آخر، وكذلك عليه أن يتوب إلى الله عز وجل من المعاصي والذنوب من ربا، أو غيبة، أو نميمة أو سماع للموسيقى والغناء، وغيرها من المعاصي.
وننبه على أنه لا يجوز تخصيص ليلة النصف من شعبان بصيام، ولا بقيام، وما شابه ذلك، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصها بذلك، ولم يثبت عنه، ولا عن صحابته الكرام فيما نعلم.
ويروى في ذلك حديث باطل عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له الا من مسترزق فأرزقه، ألا من مبتل فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر». وهو مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الا من كان عادته قيام الليل فليقمها .
هذا ما تيسر جمعه في فضل شعبان وفضله والمشروع والممنوع فيه من الأعمال .وفق الله الجميع لما فيه رضاه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيرة ذاتية مختلفة عن الدكتورة مريم الصادق المهدي

سيرة ذاتية للاعلامية نيكول تنورى

الصاج لعمل الكسرة السودانية