كتبت سارة عيس
من الذي له مصلحة في الإطاحة بابي أحمد ؟؟
كتبت صحيفة الغارديان في صفحة اليوم عن المحاولة الإنقلابية التي جرت في اثيوبيا يوم السبت ، تحدثت الصحيفة عن صحة وقوع المحاولة في ولاية أمهرة ، وهي ولاية مستقلة ، وقد اشارت إلى مقتل أحد ضباط الجيش الكبار ، وقد سُمع صوت إطلاق الرصاص في ثلاثة مدن اثيوبية من بينها العاصمة الأثيوبية أديس اببا ، هذا الأمر جعل السفارة الأمريكية تطلق تحذيراتها المعتادة وتطلب من رعاياها توخي الحذر ، وفي خطاب متلفز أكد ابي أحمد فشل المحاولة الإنقلابية ، وقد تحدثت الغارديان عن المشروع السياسي لابي أحمد الذي إنتهى بالتوافق السياسي بين مكونات عرقية تشكل 100 مليون من السكان ، وبأنه سمح بعودة المعارضين والمنشقين ، كما أنه وقع إتفاق سلام تاريخي مع الجارة ارتريا .
إذاً من له مصلحة في هذه المحاولة ؟؟ منذ بداية إغتيال الزعيم الوطني باتريس لوممبا في الكونغو من القرن الماضي تواجه قارة افريقيا مختلف التحديات ، هناك من يراهن بان افريقيا يجب أن لا تكون مشمولة بالديقراطية وسيادة حكم القانون ، وهناك من يريد أن تكون افريقيا طرفاً في الصراعات الإقليمية ومصدراً للمرتزقة ذات الأجر الزهيد ، من حاول الإطاحة بابي أحمد وهو يستخدم الطريقة التقليدية بإستخدام التناقضات العرقية لبث الفوضى وخلق عدم الاستقرار هو يعرف تماماً ما يقوم به ، هي ليست محاولة إنقلابية بل هي إحتجاج على مشروع الوئام والسلام في هذا البلد الكبير ، وهي هدم لتجربة أبي أحمد في اديس اببا ، كما انها حماية للمشروع الإقليمي في السودان والذي تحول من بلد يصدر القطن والماشية إلى أكبر بلد يصدر المرتزقة في حرب اليمن ، الدولة الحديثة في أثيوبيا والتي هزمت مشروع القبائل وذلك عن طريق إحتواء الشباب والمرأة ، تعتبر هذه التجربة ملهمة للشباب في كل أقطار القارة الأفريقية ، تواجه قارتنا السمراء نوع جديد من الإستعمار ، فلم يعد القساوسة يطوفون قارتنا السمراء فيهدون لنا الإنجيل مقابل مناجم الالماس ، الإستعمار الجديد يطوف بالمال ويغري القبائل لتعود إلى سابق عهدها حتى تتفكك الدولة ، وقد كان لنا في السودان اسوة حسنة ، وكلنا شهدنا كيف تفككت الدولة السودانية ، فرجال المليشيات يتحكمون في مصائر الناس ،صادروا الحريات وقطعوا الشعب السوداني عن وسائل التواصل ، وجعلوا أمام باب بيت كل اسرة سودانية سرداق عزاء ، هذه المحاولة في الانقلابية ضد ابي أحمد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، والرسالة هي بأن يرحل بمبادرته عن السودان ، وهي رسالة تستهدف مشروع الوعي والتحرر في أفريقيا ، لكن الذي أود أن اقوله ، ان من يحمي أبي أحمد هو المؤسسات والإرادة الشعبية ، وعي الشعب الأثيوبي يدفعه للتمسك بابي أحمد أكثر من قبل ، وذلك لأنه يراقب إلى اين إنتهى السودان تحت حكم المليشيات ، كل الذي يعرفه العالم عن السودان هو المجازر والقتل ومصادرة الحريات والإغتصاب ، بدأت التجربة في السودان بحكم عسكري مؤدلج لينتهي بنا الحال محكومين عن طريق المليشيات ومنحازين بفجور لأطراف إقليمية .
Sara Issa
تعليقات
إرسال تعليق