متب ابو محمظ السودانى..من بريطانيا..عن عزة واخلاق الانسان السودانى..

عندما ادى الرئيس  جعفر نميرى التحية العسكرية  لرجل يرتدى ملابس مدنيه فى مناسبة عقد قران.
كان والدي رحمة الله  عليه حريصا على اصطحابي للمناسبات الساره وفراش البكاء.
ذات مره اخذني معه لعقد قران وبينما نحن جلوس في انتظار ان يشرع المأذون في الإجراءات التي تأخرت قليلا ربما في انتظار شخص قادم. فجأة  توقفت عدة سيارات ونزل منها ضباط جيش في ملابسهم العسكرية تبعهم جعفر نميري بحركته العسكريه السريعه وهو يرتدي الزي العسكري  وبعده نزل نائبه الذي كان اثقل حركة منه.
واعتذر النميري بانهم كانوا فى حفل رسمي لذا تأخر.  ومر مرورا سريعا مصافحا من كانوا جلوسا على الصف الأول  بدأ بوالد العريس والعروس ثم انتقل من شخص لآخر وفجأة  توقف عند رجل يرتدى جلباب ابيض فضفاض وعمة ويتوشح شال من دمور شندي كان الرجل جالسا فادى نميري التحية العسكرية بعد ان وقف في ثبات وبدأت الجديه والاحترام في ملامحه. مرت اللحظات وقد صمت الجميع وجعفر نميري يقف بجسده مفتول العضلات وصرامة عسكرية وانضباط .كان لا بد للرجل ان يقف وقفه عسكرية هو الآخر  وكانما لمحت فرحة تغمره كجنرال متقاعد من المحاربين القدامى فجأة وجد من يقدره بعد ان كاد ان ينسى .
احتضن النميري الرجل لبرهة وسأله  عن صحته ومازال ممسكا بيده. ثم انتقل الى المأذون وداعبه بعد التحيه بمزحه اضحكته. سألت ابي همسا  بفضول من هذا الرجل الذى وقف له الرئيس  نميري تحية واجلالا ورفع له تعظيم كما يقول اهل السودان؟ قال لي رحمة الله عليه ساخبرك لاحقا. ولكنني كنت اسمع همهمة من حولي يكررون ارضا ظرف ارضا ظرف.
انقضى عقد القران وتناولنا المرطبات وعدنا ادراجنا وفي بداية رحلة العوده والفضول يسبق الريح سالت والدي مرة اخرى عن الرجل فحكى لي قصة الجيش السوداني الذى ارسل الى الكويت ليحميها من الغزو وعند انتهاء المهمة وفى المطار وهم مغادرون منح امير الكويت كل جندي ظرف مليء بالنقود وساعات فخمه. امر قائد الكتيبة الجيش بصفا وانتباه وارضا ظرف بدلا عن ارضا سلاح المعهوده وعلى اليمين دور ومعتدل مارش وسار الجيش الى الطائرات العسكرية لتنقله الى السودان تاركا الظروف على ارض المطار يعبث بها الهواء المنبعث عن مراوح الطائرات.  زارعا فى ارض الكويت زرعا اسمه كرامة وعزة اهل السودان. سأل  امير الكويت القائد الذي ادى له جعفر نميري التحية العسكريه وهو متقاعد ويرتدي الزي المدني.
لماذا رفضتم اخذ الظروف؟ فاجاب نحن لسنا بمرتزقة يدفع لنا مقابل خدماتنا نحن عسكريون ادينا واجبنا العسكري الذي ادينا القسم من اجله.
كان ابي يحكي ويقف شعر جلدي تهيبا للموقف. وختم حديثه بان الرجل هو اللواء صديق الزيبق.
يالهم من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فاستحق ان يقف رئيس الجمهورية ويؤدي له التحية العسكرية.
اين انت يا برهان من ذاك الرجل وأين انت ياكباشي ومن معك من تلك الخصال فقد قتلتم شعبنا وسمحتم لمرتزق يسمى حميدتى لم يدخل الكلية الحربية اصلا ويشك فى سودانيته ان يقتل أبناءنا العزل الصائمين في فجر رمضان. من اجل حفنة من الدراهم والريالات.
ابو محمد السوداني
بريطانيا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيرة ذاتية مختلفة عن الدكتورة مريم الصادق المهدي

مشاط الشعر فى السسودان وتطوراته

سيرة 1ذاتية..البروفيسور سامى احمد خالد احمد مصطفى