مقال من كاتب عن التتطورات فى المنطقة العربية...

*النظام السوداني ينشر جنوده في دولة جديدة بالتنسيق مع السعودية والإمارات*

ذكرت صحيفة المنار أن قوات من الإمارات والسعودية والسودان ودول أخرى من ما يسمى بمحور الاعتدال قد تم نشرها شرق نهر الفرات في سوريا ، مضيفة أن هذا التحرك جاء بالتنسيق مع الولايات المتحدة وفرنسا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن عملية الانتشار تمت قبل إعلان ترامب لخطة الانسحاب. وأضافت أنه تم نشر عدد من الضباط الإماراتيين والسعوديين في المنطقة قبل حوالي شهر.

في ما يلي مقال للكاتب هشام الهبيشان على صحيفة المنار

تزامناً مع الوقت الذي يأمل به ترامب وبضغط حلفاءه في الرياض وابو ظبي أن يتجه السودان نحو لعب أدوار جديدة في المنطقة ،نيابة عن الأمريكان والسعوديين ، وخصوصاً بالملف السوري ،فـ اليوم هذا الغزل السوداني اتجاه سورية وقيادتها السياسية ، يخفي خلفه ما يخفي من ضغوط أمريكية – خليجية على السودان للعب هذا الدور . وهنا ، وتزامناً مع التسريبات الإعلامية الغربية ،والتي تتحدث عن نشر قوات عربية " سودانية " لتحل محل جزء من قوات الاحتلال الأمريكي المتواجدة بشمال شرق سورية "قوات فصل عربية"سودانية " لاتمانع تركيا بوجودها "، ومن هنا فقد عاد الحديث عن احتمال جر السودانيين إلى مصيدة التدخل العسكري السوداني في سورية ،على غرار ماجرى في اليمن ، بعد الحديث عن تفاهمات تمت بين الأمريكان والأتراك ساهمت إلى حد ما بمناقشة هذه الخطة باروقة صناعة القرار السوداني ، فاليوم هناك حديث جدي يدور خلف الكواليس عن احتمالات قوية لانتشار وحدات عسكرية سودانية على المثلث الحدودي السوري - العراقي - التركي ،بمقابل تعهد السعودي بتزويد السودان بالنفط لمدة خمسة أعوام باسعار شبه مجانية ،وتعهد خليجي بدعم اقتصادي للسودان ،وتعهد ادارة ترامب بالبدء بمشروع تطبيع علاقات ورفع عقوبات عن السودان ونظامه السياسي بشرط بدء النظام السوداني وبالتزامن مع نشر قواته بشمال شرق سورية بخطوات لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني . وهنا لا بدّ أن نعترف جميعاً ، بأنّ أي خطوة سودانية نحو الذهاب لمستنقع المثلث الحدودي السوري - العراقي - التركي، وحتى وان كان هذا الذهاب بالتوافق مع الجميع ،فلن تكون العودة منه سهلة كما يعتقد البعض "وستكون إثمانه و كلفه عاليه جداً على السودانيين ، فهذا المثلث "يستحق أن يطلق عليه اليوم "مثلث برمودا "نظراً لحجم المخاطر من الجميع التي تستهدف الجميع بهذا المثلث الحدودي " الذي يشهد اليوم معركة إقليمية - عالمية طاحنة ". والسؤال هنا لماذا سيذهب السودان إلى هذا المستنقع ،إذا صحت التسريبات الإعلامية حول نية قواته الانتشار بهذا المثلث الحدودي !؟، ونحن هنا ندرك حيداً ، أن هناك جملة من التحديات الأمنية التي تواجه السودان داخلياً وفي بعض دول محيطها العربي والأفريقي ،قد بدأت تلقي بظلالها وتداعياتها مؤخراً على صانع ومتخذ القرار العسكري السوداني ، وخصوصاً بعد التدخل العسكري السوداني في اليمن . ختاماً ، يأمل ترامب وبضغط من الرياض أن تتجه السودان نحو لعب أدوار جديدة في المنطقة ،نيابة عن الأمريكان والسعوديين ،فاليوم هذا الغزل السعودي - الأمريكي نحو السودان وقيادتها السياسية ، يخفي خلفه ما يخفي من كوارث يستهدف دفع السودان لها وتحت عناوين عدة ،نحن هنا بدورنا لن نستعجل تطورات الاحداث ولن ننجر لاحاديث الإعلام ،وسننتظر تطورات الواقع وحقائقه على الارض في الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة ،وعندها حتماً نستطيع أن نبلور تحليل سليم لتطور الأحداث في المنطقة بمجموعها.

كاتب وناشط سياسي – الأردن

hesham.habeshan@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيرة ذاتية مختلفة عن الدكتورة مريم الصادق المهدي

سيرة ذاتية للاعلامية نيكول تنورى

الصاج لعمل الكسرة السودانية