رحلتى الى مدينة جوبا

 ايضا جوبا بالطائرة...
 الصورة لجوبا من الطائرة...والنيل..
هذا مطار جوبا...

المكان...منطقة بور..جنوب السودان .ا.لعام  1956م..انا ووالدتى واخى محمد..وجهتنا والدى مدرية جوبا.التى.  ا صبحت فيما

بعد عاصمة الاقبليم الجنوبي..بد ات رحلتنا من مينا كوستى فى طريقنا الى جوبا ..اسقرقت الرحلة حوالى 17 يوم عبر النيل

مرينا بمقرى تتوقف بها الوابور ..وقرى تمر بها لايوجد بها مرثى..منها قرية اسمها تركاكة ..تطل الدكاكين الملونه بالدماء,

عرفنا ان هذه الدماْء لتجار شمالين قتلوا فى محلاتهم..يرثى الوابور حوا لى 40 دقيقة..علرفت ذلك عندما كبرت فقد ظللنا نسافر بهذا

الطريق فترة..المهم نحن الان فى منطقة بور ..ففى تلك الفترة لا يستطيع احد ان يصل مباشرة الى جوبا..فهذا قرار الادارة

الاستعمارية,

التى كانت ومن البداية تخطط لذلك للانفصال..المهم ونحن فى استراحة الوابورات اخبرونا بان العربة قد جهزت للسفر..ركبنا العربة

انا والدتى واخي فى المقاعد الخلفية ..واحدى السيدات ..اجنبية ..لا اعلم جنسيتها ..لكنها كانت تتحدث اللغة الانجليزية..وقليل من

العربية المكسرة..انطلقلت العربة ..وكانت استيشن لكنى اجهل الماركة فقد كنت فى الخامسة وكان اخى محمد فى الثالثة ...........

كانت السيدة الاجنبية تتداعبنا مرة مرة انا واخى ..كنت احمل عروسة فى يدى ..فكانت تسالنى عنها ,لماذا يدها منزوعة ..هل تحتاج

الى عملية جراحية..فكنت استعمل راسى  فى التاكيد ,وعند النفى..كان المسافر الى جوبا قبل سفرنا هذا لايستطيع الوصل الى جوبا

الا بالباسبور..لكننا دخلنا بتصريح بحكم عمل والدى بالوابورات..بجوبا..كانت والدتى صامتة لا تشاركنا فى اى شئ .كانت فقط

تضحك ...فكان المشوار طويل ..لكنى لا اعلم حتى الان كم كان الزمن ..المهم وصلنا قبل مغيب الشمس..تقريبا عصرا..الى جوبا


وقفت العربة عند منزل ضخم تحفه الاشجار الكثيفة..من اشجار النيم والتمر هندى..وهناك رأينا والدى يطل علينا من احدى النوافز

فرحا بوصولنا..فقد كان يعد الساعات ..لوصولنا اليه سالمين..

بعد  فترة ادخلنا والدى احد ى المدارس بجوبا..وهى مدرسة تابعة للراهبات ..الايطاليات..كانوا مسؤلين عن المدارس مسؤلية

مباشرة..استمرينا حتى سن السابعة..كانت المدرسة كبيرة وبها ميادين كثيفة الاشجار وشجر الفواكه ..الجوافة ,والتمر هندى

والليمون والقشطة ..كان هناك دير ملاصق للمدرسة ..به ملجا للاطفال الصغار ,الذىن ليس لديهم اسر..هم فى سن صغيرة جدا

كل واحد منهم لديه طالبة تهتم به ..المدرسة مختلطة لكن كنا نذهب نحن البنات ..وكنت اهتم والاعب احد الا طفال الصغار..

وكانت الرهبات فى المبانى قصاد الملجا نشاهدهن وهن من غير الحجاب الائى يلبسنه ..وهن حالقين شعورهن ..وكنت اسغرب

ذلك ..وانا لا افهم شئ..بقرب الملجا كانت هناك كنيسة ..كنا نراها من بعيد ..لكن رغم صغر سننا ووجود مجموعة من المسلمين

لم يجبرنا احد او يستدرجنا احد الى تلك الكنيسة ..كانت الناس تعمل بنزاهة...رغم ما مريت به فى حياتى الا ان هذه الايام

بكل الصور متعمقة فى ذاكرتى..وبالمدرسة كان معنا زملائنا ..ميكى وجنو..اشقاء هم من اليونان ..كان هناك الكثير من  اليونان

بالجنوب يعملون فى بعض الاعمال ومنهم كانوا يهتمون با ستديوهات التصوير..ولكنهم  متزوجون من السودانيين الجنوبين..

بعد سن السابعة نقلنا والدى الى مدارس سودانية..انا وشقيقى..وحتى هذه المدارس كانت ايضا مختلطة اولاد وبنات..وكان بها

ابناء الموظفين الشمالين ..من ضباط فى الجيش ومدنيين..والجنوبين..كلنا كنا موحدين فى كل شئ.. كان فى تلك الفترة يصرف

الملابس من المدرسة..والكتب والكراسات والاقلام ..اذكر ان كان هناك الحاكم العسكرى ..محمد طلعت فريد..وشقيقه ايضا

ضابط بالجيش..ابوبكر فريد..كان ولدى يحكى لى عن الحاكم كثيرا ..فقد كان زميلة فى كلية غردون...جامعة الخرطوم الان

واذكر ان البص الذى كنا نستقله الى بيوتنا وهو من المحافظة ,كان قد تعطل مرة بيبت الحاكم طلعت فريد بجانب ميدان التنس

الملحق بمنزل الحاكم العسكري..فجلسنا وكل الطلبة نشاهد ابنه عادل الذى كان يكبرنا بكثير , وهويلعب التنس ..كنا مندهشون

حتى تم تصليح البص..وتحرك بنا الى داخل البلد ,فبيته كان بعيد ا..,بيوت تسمى الثرايات ..بجانب بيت مدير المديرية..هذه التسمية

التى استبدلت ..بالمحافظةاليوم..كان وقتها اسمه ..على بلدو..هو مدير المدرية..

ان مدينة جوبا ..مدينة جميلة جدا ..مليئة بالاشجار..والفواكه ..والخضرة..طبيعة المنطقة جبيلة ..بها مناطق عالية وبعض

المناطق منخفضة جدا..وتوجد بها جبال صغيرة متفرقة ..تقريبا يكون طولها نصف متر..والارض نظيفة اذا هطلت الامطار

ممكن ان يخرج الشخص باحسن ماعنده ..من حزاء..وبين جبل صغير وجبل بعد ان تقف الامطار تشاهد رمل وعليه اشاء

صغيرة متحركة لونها احمر فى شكل قطيفة كنا نلعب بها ..هى تشاهد بعد وقوف المطر ,دائما ..البيوت لا توجد اسوار الامن الاشجار ...

ويهطل المطر بالساعات الطوال ..وجوها ملئيئ بالسحب ..مناظر لا يستطيع المرأ نسيانها...ففى كثير من المنازل تجد اشجار

المانجو ..تحمل ثمارها باشكال واحجام مختلفة ..نادر ما يشترى احد هذ الثمار..ممكن تشترى الموز لانه لايوجد الا فى المزارع

كانت الحياة اجمل من جميلة كل شئ متواجد ..وبالثمن الذهيد..كانت والدتى تسلخ الخروف بعد ان يقوم والدى يزبحه ..

كل شئ بداخل المنزل ..الدجاج البض..كل مايحتاج الفرد..انها جوبا وايا مها الجميلة والاستقرار...اذا ما تذكرت سوف اذكر,

بعض من القبائل..طبعا فى جوبا ..قبيلة الباريا,,وتجد الذاندى..والمورو وهم قريبن فى الشكل واللون..ويوجد اللاتوقة فى مكان

اخر من الاستوائية..هى المنطقة..وهناك خليط من بعض الاجناس..من الاغريق..وايضا هناك بعض الاجناس..التى تمازجت

بين الشمالين والجنوبين..والناس عايشة فى سلام..

كنا نسكن فى منازا تابعة للمديرية...بحكم وظيفة والدى..ومن حولينا يوجد الجيران. منهم اندريا كان لاعب كرة سلة سودانى معرف

و.من مختلف القبائل..من المدارس الثانوية...كانت مدرسة روبيك..

التى كان لها شأن هى مدرسة رومبيك الثانوية..لايدخلها الا المجتهدين..كانت رومبيك الثانوية توازى ..المؤتمر الثانوية..

واادى سينا ..والخرطوم ..كان من يدخلها يدخل جامعة الخرطوم ..لشدة قوتها..1959 ..نقل والدى الى بور تسودان ..فمن

الاستوائية الى شرق السودان..كانت هذه رحلتنا واسرتى ..الى جوبا عاصمة الاقليم الجنوبى...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيرة ذاتية مختلفة عن الدكتورة مريم الصادق المهدي

سيرة ذاتية للاعلامية نيكول تنورى

الصاج لعمل الكسرة السودانية