المأوي قصة قصيرة

فى شتاء بارد خرجت صفية تحمل أبنائها احمد على كتفها ومريم إلى حيث لا تعلم..

الام..تعال يامريم عندى الشارع..امسكى ايدى يا مريم...
تعبر الشارع الام وأبنائها الناحية التانية والساعة شارفت منتصف الليل..ظلام دامس...الا من صوت الكلاب.
مريم...امى,, امى .إلى اين نذهب...؟.الدنيا ليل..
الام..لا أدرى حبيبتى حيث تحملنا   ارجلنا   او تعجزعن السير فى هذا الظلام ..
مريم..امى الا يحتاج أن ينام احمد على سريره؟
الام..منزعجه...واين نجد سرير احمد يا مريم؟
خلاص وهى تتنهد خلاص لا سرير ولا بيت..لقد حجز صاحب البيت على حاجاتنا مقابل السنتين اجار لم ندفعها منذ وفاة والدك يامريم
الطفلة ذات الست سنوات لا تفهم ما تقوله فقط تسأل عن كل ما تراه....تواصل الام وابنتها وهى تحمل الصغير احمد على أكتافها..تسير وسط العربات حتى تغيرت ملامح المنازل ..تغيرت فقد كنت تسكن فى أحد الأحياء الشعبية..استمرت حتى وصلت إلى ناصية  احد المنازل.. كبير...فجلست على حجر تحت شجرة ضخمه..على ناصية البيت
قالت: ابنتها مريم امى.. نعم يا مريم ..نحن حنقعد هنا تحت الشجرة ..انا خائفة وجائعة وأحمد لم يشرب لبنه ..الام طيب يا مريم من أين أتى بالخبز واللبن يا ابنتى؟..وهى تضع ابنها على كتفها..ضعى راسك هنا وإشارة إليها ونامى...كيف انام امى وانا جائعة. ؟..الان نوفى يا مريم لقد تعبت من السير ..لقد حملت احمد مسافات طويلة على كتفى وانا جائعة والبرد
. مريم .اين صاحب البيت يامى.....من أين لى اعرف صاحب البيت؟..اسكت ابنتى .. احمد يفيق ويبدأ بالصراخ من الجوع والبرد الشديد 
بسمع حركة فى النافذة الضخمة..رجل يسأل مين هناك..؟من انتم ..سيدتى .. لا تقول شئ يا مريم..ليست لدى قدرة للحديث. تعالى اجلسى..صوت الرجل مرة أخرى  وهو يفتح الباب الضخم من النحية الثانية
ويسأل من انت سيدتي.. نحنا سيدى جئنا من مكان بعيد وانتهت بنا المطاف هنا سيد..الرجل 
من اين جئتم ؟..لا أدرى سيدى..علينا أن نسير حتى نجد لنا مطرحا ننام فيه ..مريم امى اين عثمان   خالى ؟ابن ذهب.؟..
امى..نعم يا مريم...لقد سمعت رحل عثمان من أجل العمل..متى يعود الينا محملا بالاشياء..الرجل ومن عثمان ؟..الام أنه اخى..تركنا ليوفر لنا قوت يومنا ...يبحث عن عمل افضل واصبحنا وحد نا يا امى. .الرجل الله معكم .. صفية نعم إن الله معنا. ..الان تبكى..لا تبكى يا امى سوف يبكى احمد إذا راك.
وماذا يفعل لنا البكاء.لندعو الله وحده.. سوف ندعوا الله يازينب..يدخل الرجل افى منزله الكبير ويعود يحمل اطباقا
الرجل يخرج يحمل الأطباق والأكل  والشرب ....يقول لصفية
خذى... كلى واعطى الاطفال. ..غاب الرجل مرة أخرى .
ظلت صفيه تطعم أبنائها...
ظهر صاحب البيت ومريم تنظر من التافذة التى جلسوا عليها تظهر الكثير من ملامح الغرفة...مريم من هذه ياعمو..من يا ابنتى ..الصورة..هل هى زوجتك ..امها ..عيب يامريم...الرجل ليس هنا عيب فى كلامها...يرد عليها انها ابنتى وقدرحلت عنى منذ عشرين عام...تقول صفيه البقاء لله وحده سيدى .. 
الرجل ادخلوا يا ابنتى ..انت وابنائك..لقد جهزت لكم ام تسير الغرفة حتى تستكينوا من هذا البرد اللعين ..
حاولت صفية الزوق ولكن الظروف التي مرت بها أجبرتها أن تقبل بالدعوة وطلما هنا ام تيسير التى لا تعرف عنها شئ .. قبلت ودخلوا
واغلق صاحب البيت بيته...لقد وجدوا المأوى .اخيرا والرعاية..
..عفاف احمد
تمت ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العالم السودانى معز عمر بخيت

سيرة الشيخ الفاتح البرعى