صالون الإبداع والتنمية بامدرمان. .
محمد المكي إبراهيم يلم كل الطيف الثقافي والسياسي والدبلوماسي في صالون الإبداع والتنمية بأمدرمان الملازمين
وأنا في قمة انكفائي منحتني الحبيبة رباح الصادق المهدي أجواء أخرى، أعادتني للحظات التلقي الأولى، لمشاربي الشعرية التي ظللت أمخر عبابها من المنبع إلى المصب فأنا ابنة المفردة السودانية التي أعشقها واتفرسها وأذوب في جمال منحوتاتها، لم أتعب في تفتيشها في القواميس العربية المتعددة فقد وجدتها في( حوشنا الحدادي مدادي) متأنقة متجددة سابقة ووافرة بكل مجازاتها وتراكيبها وأخيلتها
عرفت الانزياح الشعري والتراكيب البديعة عند محمد المكي إبراهيم ومحمد عبدالحي ومصطفى سند وعبدالقادر الكتيابي وغيرهم من أباطرة الكلمةقبل عقود طويلة ودائما ما أقول سرا وجهرا( أولئك آبائي فجئني بمثلهم) .
كان احتفاء رائعا بمحمد المكي إبراهيم
الله ياخلاسية
ياحانة مفروشة بالرمل
يامكحولة العينين
يامجدولة من شعر أغنية
ياوردة باللون مسقية
بعض الرحيق أنا
والبرتقالة أنت
يامملوءةالساقين أطفالا خلاسيين
يابعض زنجية
وبعض عربية
وبعض أقوالي أمام الله
من اشتراك اشتري فوح القرنفل
من أنفاس أمسية
أو السواحل من خصر الجزيرة
أو خصر الجزيرة
من موج المحيط
و أحضان الصباحية
من اشتراك اشتري
للجرح غمدا
وللأحزان مرثية
من اشتراك اشتري
مني ومنك
تواريخ البكاء
و أجيال العبودية
من اشتراك اشتراني ياخلاسية
فهل أنا بائع وجهي
وأقوالي أمام الله
فليسالوا عنك افواف النخيل رات
رملا كرملك
مغسولا ومسقيا
وليسألوا عنك أحضان الخليج متي
ببعض حسنك
أغري الحلم حورية
وليلوا عنك افواف الغزاة رات
نطحا كنطحك والأيام مهدية
ليسألوا
فستروي كل قمرية
شئيا من الشعر
عن نهديك في الأسحار
وليسألوا
فيقول السيف والأسفار
يابرتقالة
ساعات اللقاء قصار
تأمليني قليلا فالصباح أطل
البحر ساج
وتحفاف النخيل غزل..
الحضور نفسه لوحة منتقاة بعناية ففي مكتب مدير الصالون صافحت بهرة ضوئية بروفيسور قاسم بدري، القيادية سارة نقدالله، الباشمهندسة الأديبة رياح الصادق، البروفيسور فاروق البدوي، الدكتور عبدالرحمن الغالي، الأستاذ قربين، الرائعة د. عفراء فتح الرحمن والمتألق سيف الجامعة والصحفي الكبير عاصم البلال وحين خرجنا للباحة الرحبة أطل الباذخ عبدالقادر الكتيابي والدكتور عمر الزاكي ونخبة طيبة
تنقل اليوم بين وقفات أعدتها رباح بعناية ورشاقة وأسئلة جريئة طرحتها عفراء فتح الرحمن والشفافة جدا إيمان آدم خالد ومداخلات حية ووصلة أكتوبرية جميلة وقراءات من بساتين المكي ورحيق أغنياته والعذوبة كائنة حيث يكون
كان المكي عجيبا في طريقته فسماؤه ذلك اليوم كانت صافية للحد البعيد ولم تفارقه التلقائية والذكاء وقد شرب من الحكمة حتى ارتوى قلمه ومن الجمال حتى انسرب للدواخل في انسيابية عجيبة
سهرنا حتى منتصف الليل دون أن نشعر بتفلت الوقت بين أصابع الكلام، كنت مريضة جدا ذاك اليوم لكنني ماكنت أعلم أين عافيتي فقد لملمت هذه الأمسية شتاتي وأعادت لي ابتسامة كنت فقدتها وسالمت الكثير من الأيادي البيض التي أعرفها عن ظهر حب ولم أقابلها منذ سنوات
شكرا صالون الإبداع والتنمية على هذه الهدية الكبيرة
أن أكون في منصة واحدة معك أيها المكي الكبير هذا مالايمكنني الإحاطة بنوره و تأويله
أن يكون الحضور بكل هذه الشموس هذا عرس ثقافي نادر
أن أضع عهدا في زاوية أمدرمانية باذخة هذا ما لن أخبركم به
شكرا على هذاالكرم السمح الذي تعودنا عليه في البقعة ذات التاريخ المشهود وحقا أنت يا أمدرمان (هيكل كل فن)
و(بسودانية خالصة كانت أجمل توصيلة في حياتي من الباشمهندسة رباح وزوجها الكريم د. عبدالرحمن الغالي من البقعة لمملكة سوبا كلها حديث في الأدب والثقافة وطبعا كل مرة ح أمرض عشان افوز بالتوصيلة دي)
تعليقات
إرسال تعليق