اختيار ..الاعلامى ابراهيم محمد صالح .ابوكوياية..

* من صفحة البروفيسور عبده مختار :
 حينما.. غنى الكابلي (ضنين الوعد) تأبط كرف كرباجه..

       ( لاتقل إني بعيدٌ فى
        الثرى

        فخيالُ الشعرِ يرتادُ
         الثريا)


الاعلامى ..الاذاعى ابراهيم ابو كوايه.............


سوف يظل السودان من أثرى وأغنى.. البلاد العربية بالشعر والقصيد الرصين.. وهذا بشهادة عباقرة الأدب والشعر.. مثل شوقي ..والعقاد..إلى فاروق شوشة وغيرهم.. وتعتبر ..رائعة الشاعر المتميز.. صديق مدثر ..(ضنين الوعد)..من روائع ذلك القرن المنصرم..وهي كتبت عام 1968م.

احتفى واحتفل بها كل عالمنا العربي لِما فيها من صدق المشاعر وجزالة المعني ورصانة التعبير وسعة الخيال..  مما مكنها أن تتربع في صدارة ديوان الشعر العربي بكل جدارة.
وللقصيدة طرفة وحدث موثق لمرحلة رقي وسمو شعبنا السوداني المثقف، بل المترع بالثقافة والذوق الرفيع ..حكي لي المبدع عبد الكريم الكابلي.. عن الضجة اللغوية التي صاحبت نشر وإذاعة قصيدة ضنين الوعد.. قال لي ما إن غنيت الاغنية عبر الاذاعة السودانية حتى فرح وطرب لها أهل السودان طرباً أدهش كل المراقبين .. ولكن بينما أنا في مناسبة كبيرة انتحى بي الأستاذ اللغوي الكبير والشاعر الضخم ..محمد عبد القادر كرف.. وقال لي وهو ممسك بيدى ياعبد الكريم العملتوه إنت وصدّيق دا شنو؟! ..كيف تقولوا ياضنين الوعد ..(الصحيح ياضنيناً بالوعدِ)..كلّم صديق قول ليهو (أستاذ كرف) مادرسك الفعل اللازم و المتعدي..!؟

قال ..تركت كل شئ و هاتفت ..صديق مدثر.. الحقْ الحق ياصديق في مصيبة وقعت! ..فحكيت ليهو الحكاية كلها.. فقال لي يا كابلي ..صحيح دي فاتت علينا كلنا كيف؟! ..عدّل عدل.. عدلنا القصيدة وأعدنا تسجيلها مرة ثانية.. وقلت لصديق مدثر ..لابد من ملاقاتك لأستاذ كرف والاعتذار له.. ضحك طويلا.. وقال لي ياكابلي مابقدر.. دا ياخي لسع شايل الخزرانة الكان بجلدنا بيها ..عاوزو يقوم يجلدني قدام الوليدات؟! فضحكنا وانصرفنا.
   (وفي عيني المني قالها الدمع فما
       أبصرت شيئا)..
قلت.. لإستاذ كابلي في حواري معه..الملاحظ الدقيق يلاحظ أنك ..حينما تغني هذه القصيدة..تؤديها.. بالصيغتين.. ياضنين.. الوعد.. ويا ضنينا بالوعد..قال لي نعم قصدت من ذلك التوثيق لهذا الحدث...حتي تتعلم الأجيال وتدرك بأنه لاكبير علي التصحيح والتصويب.

لله دركم..........

*لكرف وصديق مدثر الرحمةوالمغفرة
*وللكابلي.. الصحة والعافية.
*إلى كلمات الأغنية


يا ضنينَ الوعدِ
أهديتُك حبي
من فؤادٍ يحمل الحبَ نديّا

إن يكن حسنُك مجهولَ المدى
فخيال الشعر يرتاد الثريا
كلما أخفيته بالقلب

تنبيءُ عنه عيناك ولا يخفى عليّ
أنا أن شئتُ فمن أعماقِ قلبي

أُرسلُ الألحانَ شلالاً رويّا
وأبثُ الليلَ أسرار الهوى

وأصوغُ الصبحَ ذوباً شاعريا

لا تقل ْإني بعيدٌ في الثرى
فخيالُ الشعرِ يرتادُ الثريا

يا ضنينَ الوعدِ

كان بالأمسِ (لقانا) عابراً

كان وهماً ... كان رمزاً عبقرياً

كان لولا أني أبصرته
وتبينتُ ارتعاشاً في يديّ
بعض أحلامي التي أنسجُها

في خيالي وأناجيها ملياً
ومضةٌ عشتُ على إشراقها

وانقضتْ عجلى
وما أصغتْ إليّ
كلمةٌ خبأتُها في خافقي

وترفقتُ بها براً حفياً
من دمي غذيتها

حتى غدتْ ذاتَ جرسٍ
يأسرُ الأذنَ شجياً
وافترقنا وبعيني المنى
قالها الدمعُ فما أبصرتُ شيئاً

إن تكنْ أنتَ جميلاً

فأنا شاعرٌ يستنطق الصخرَ العصيّا

إنْ تكنْ أنتَ بعيداً عن يدي
فخيالي يدركُ النائي القصيّا..................................المبدع عبد الكريم الكابلى.............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العالم السودانى معز عمر بخيت

سيرة الشيخ الفاتح البرعى